مأساة في بغداد- مشجع يفارق الحياة أثناء مشاهدة الكلاسيكو

فاجعة مروعة تهز العاصمة العراقية بغداد، حيث قضى شاب نحبه بسكتة قلبية مفاجئة أثناء مشاهدته الكلاسيكو المثير بين برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني الممتاز، مما أثار صدمة وحزنًا عميقين بين أفراد عائلته وأصدقائه ومحبيه، ويسلط الضوء بقوة على الشغف الهائل الذي يكنّه العراقيون لكرة القدم، والتأثير البالغ للضغط العصبي المصاحب للمباريات الحاسمة.
الشاب العراقي "حمودي بازو"، المشجع المتعصب لنادي برشلونة الإسباني، كان يشاهد المباراة من منزله الكائن في بغداد، عندما تمكن ريال مدريد من تسجيل هدفين خاطفين في الدقائق الأولى من اللقاء، وذلك عن طريق النجم اللامع كيليان مبابي، ووفقًا للروايات المتداولة، فقد الشاب وعيه إثر هذا التقدم المفاجئ للفريق الخصم، وسرعان ما تدهورت حالته الصحية ليصاب بأزمة قلبية حادة، وعلى الرغم من الجهود المضنية لإنقاذه ونقله على الفور إلى أقرب مستشفى، إلا أن الأطباء أعلنوا عن وفاته المحتومة لدى وصوله، وسط ذهول وصدمة أهله وأصدقائه.
المباراة التي انتهت بفوز برشلونة بنتيجة 4-3 في ريمونتادا تاريخية، شهدت لحظات من التوتر والقلق الشديدين، حيث تقدم ريال مدريد بنتيجة 2-0 في الدقائق الـ 14 الأولى، قبل أن يعود برشلونة ويسجل أربعة أهداف متتالية في الشوط الأول، إلا أن هذا الفوز الرائع لم يكن كافيًا للتخفيف من وطأة الفاجعة الإنسانية التي حدثت في بغداد.
تعتبر كرة القدم في العراق أكثر من مجرد رياضة؛ إنها عشق يجمع الملايين ويثير المشاعر الجياشة، وتعتبر مباريات الكلاسيكو بين قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد من أهم الأحداث الرياضية التي تحظى بمتابعة واسعة في البلاد، حيث تتحول المقاهي والمنازل إلى مسارح للمناقشات الحادة والتشجيع المتحمس، وفي العراق، وخاصة في المناطق الشمالية مثل كردستان والعاصمة بغداد، يشتهر الجمهور بحماسه المطلق للفريقين الإسبانيين، لدرجة أن المباريات قد تتسبب في بعض الأحيان في خلافات أو أعمال عنف، كما أظهرت تقارير سابقة لحوادث مماثلة.
هذه المأساة ليست الأولى من نوعها، فقد سجل العراق في الماضي حوادث عنف مرتبطة بمباريات الكلاسيكو، مثل حادثة وقعت عام 2013 في مدينة المضيع، حيث قام مشجع متعصب لبرشلونة بقتل صديقه المشجع لريال مدريد، بالإضافة إلى حادثة أخرى مؤسفة حدثت في عام 2025 في محافظة البصرة، حيث أطلق مشجع النار على آخر بعد خسارة فريقه، هذه الأحداث المأساوية تجسد التأثير العاطفي والنفسي العميق الذي تخلفه هذه المباريات على المشجعين.
أثارت وفاة الشاب حمودي بازو موجة عارمة من الحزن والأسى عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، ونشرت العديد من الصفحات الإخبارية والمستخدمين على منصة "إكس" تغريدات تعبر عن صدمتهم العميقة من الحادثة، مع التركيز على المخاطر الصحية الناجمة عن التوتر والضغط النفسي المصاحبين للتشجيع الرياضي، وكتب أحد المغردين: "إلى أين يتجه المجتمع العراقي؟ خصومات ومراهنات ومشاجرات بسبب مباراة!"، في إشارة واضحة إلى ضرورة التوعية بأهمية التحكم في المشاعر أثناء هذه الأحداث.
من وجهة نظر طبية، يمكن أن يؤدي التوتر الشديد الناتج عن مشاهدة مباريات كرة القدم إلى ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم وزيادة في معدل ضربات القلب، مما قد يؤدي إلى حدوث نوبات قلبية مفاجئة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية موجودة مسبقًا، ووفقًا لتقارير طبية متخصصة، فإن الإثارة العاطفية المصاحبة للمباريات الكبرى قد تشكل خطرًا حقيقيًا على الأفراد المعرضين لمشاكل في القلب، وفي حالة حمودي، يُرجح أنه كان يعاني من حالة صحية لم يتم تشخيصها من قبل، وتفاقمت بسبب الصدمة العاطفية المفاجئة الناتجة عن تقدم ريال مدريد في بداية المباراة.